قصة قصيرة: تهرب

وقف امام الموقد وأشعل النار ثم وضع جزوة القهوة, كانت الساعة قد شارفت منتصف الليل. ضل شارداً يعيد ما حصل له منذ بداية يومه ثم أرجعه الى الواقع صوت فوران القهوة و انسكابها فوق الموقد فأحضر منشفة صغيرة وبدأ بتنظيف الموقد, ألقى بعض اللعنات على النار والجزوة والساعة التي قرر فيها تحضير القهوة فترك كل شيء على حاله وذهب إلى شرفته الصغيرة وفتح الباب ثم أشعل سيجارته وراح يتأمل السكون الذي يهيمن على مشهد الليل, تذكرها وأعاد في ذهنه ما حصل في الساعة الرابعة عصراً عندما أخبرته بأنها ستتركه بشكل نهائي لعدم وضوح مستقبلها معه وتذكر انه فاجأها وفاجئ نفسه أيضاًوهو يعرض عليها فكرة الزواج، كان يحبها ولا يتخيل شكل حياته بدون عفويتها وفوضويتها ونظرتها المندفعة للحياة التي تشبه نظرته, تذكر ردة فعلها و ملامح وجهها التي لم تكن تعبر عن الرفض أو القبول, كانت صامتة و كأن الزمن توقف ثم انفجرت ضحكاً وهي توافقه على فكرته . عندما رجع إلى منزله شعر وكأن كفاً ضخمةً صفعته وخاف مما اقدم عليه فكلمة واحدة مثل ” الزواج “جاءت بكومة من ذكريات ليست لطيفة من طفولته ومراهقته، تسمر في مكانه وفكر جدياً أنه لمن الحماقة أن يكمل في شيء يخافه ولا يريده فأطفئ هاتفه هرباً من الواقع ومنها.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s