قصة قصيرة: وجه بلا ملامح

أمشي شاذة بينكم، أو بالأصح  قدماي تمشيان ونعم لدي وجه مثلكم جميعاً و رأسي به شعر أيضاً ومع ذلك تعتبرونني مختلفة عنكم رغم كل ما أملكه، والأمر يعود إلى سبب وهو أنني أنقصكم في شيءٍ واحد فقط ألا وهو أن وجهي لا ملامح له. لا أشعر بهذا الإختلاف فأنا أرى ما ترون وأستطيع أن أشم جميع الروائح الموجودة في هذا العالم ورائحتي المفضلة هي رائحة جوز الهند والرائحة التي أمقتها هي رائحة الجبن الفرنسي، أترون؟ لدي علم بالروائح وإن كان لا أنف لي. أستطيع أن آكل أيضاً مثلكم تماماً، أعلم ما سيخطر في بالكم الآن، ستسألون كيف أفعل كل هذا وليس لي عينان وأنف وفم؟ أنني بالفعل أستطيع ولكن أجهل كيف يحصل ذلك وربما يعود الأمر لفكرة انه يحصل طبيعياً كما يحصل معكم وربما لأنني أملك روح مثلكم. سأخبركم عن قصة، عند ولادتي دخل الطبيب لأمي وقال لها طفلتك ولدت بعيب خلقيفهي لا تشبه بقية الأطفال، فخُطفت ملامح وجهها و سألته: هل هي بيد واحدة؟ قال لا، فسألت مرة أخرى: لا ساق لها؟ قال أيضاً لا، أردفت : أخبرني ماعيبها ارجوك؟ فناولني إلى أمي وعندما رأت وجهي سألته ضاحكة: طفلتي كاملة فكيف تفجعني بها وتخبرني بأنها ولدت بعيب خلقي! فقال بإستغراب شديد: ألا ترين يا أمرأه طفلتك ولدت بلا ملامح في وجهها؟ فردت والدتي عليه وهي تحمد الله: لها ساقان ويدان ورأس وأذنان والأهم  من كل ذلك لديها قلب ستبصر به وعقل ستدرك به، فخرج الطبيب مذهولاً من أمي ومتيقناً بأنها فقدت عقلها تماماً من هول الموقف، وخرجت أنا من المستشفى هكذا كاملة في عين أمي و ناقصةً في أعين الجميع وكتب على شهادة ولادتيولدت بعيب خلقي، وجه بلا ملامح

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s