مقالة: متى آخر مرة رأيت حُلمًا؟

مشهد من فيلم Waking Life لريتشارد لينكليتر – Dream is Destiny

متى كانت آخر مرة رأيت فيها حُلمًا؟ وهل تتذكر أحلامك؟ هل تدونها؟ وهل سبق و رأيت حُلمك يتحقق في أرض الواقع؟

يوجد اعتقاد قديم يقال فيه أن الأحلام هي “التكهن بالمستقبل” أي يعني أن لها جانب حدسي تكهني يجب أن يؤخذ بالحسبان. مرات نرى أثناء نومنا أشياء مألوفة تأتي متشكلة على هيئة مختلفة؛ كأن نرى سمكة تطير أو شجرة تتكلم. نرى أشياءً غريبة وعوالم بعيدة كل البعد عن عالمنا المادي، لكن هل هذا يعني أن الرمزية في الأحلام لا معنى لها؟ عند بعض الأشخاص الأحلام ليس لها أي معنى، وقد تكون كثير من الأحلام التي نراها لا معنى لها!

كارل يونغ عالم النفس السويسري الشهير يفسر الأحلام على أنها “رسائل ورموز من العقل اللاوعي” أي رسائل من ذاتك لذاتك، رسالة منك لك. أحياناً أرى الحُلم كقصة كُتبت بأسلوب بعيد كل البعد عن المباشرة والواقعية، الفهيم من يفهم رمزيتها.

إن حاول الإنسان أن يفهم الأحلام حسب خبرته الحياتية العادية و بمنظوره المادي، فلن يستطيع، لأن عالم الأحلام عالم يفوق المحسوسات، وربما لذلك يميل الكثير منا إلى إهمال أحلامهم وتجاهلها. هي فعلاً شيء محير!

أتساءل هُنا معكم، لماذا يجد الإنسان صعوبة في فهم أحلامه؟ هل لأنه كما يختلف مستوى الوعي بالذات من شخص لآخر، أيضاً يختلف مستوى فهم الأحلام من شخص لآخر؟ أو على وجه التحديد فهم الشخص لأحلامه؟ هل نحن من نضع المعنى لأحلامنا؟

كارل يونغ تعمق في موضوع الأحلام ورمزيتها، وله مؤلفات في هذا الموضوع؛ منها كتاب الإنسان ورموزه. ذكر في أحد كتبه عن وظيفة الحلم، لا أذكر في أي كتاب بالتحديد. كتب: “وظيفة الأحلام هي أن تعيد لنا توازننا السيكولوجي، ويكون ذلك من خلال إنتاج مادة حلمية” فأحياناً نرى أنفسنا في الحُلم في موضع مختلف عن واقعنا؛ كأن نرى أنفسنا نطير ونحلق أو نرى أنفسنا في منصب كبير، أو نلقي خطاباً رائع ومؤثر أمام جمهور. هُنا قد يأتي الحُلم كتعويض عن نقص ما موجود في حياة الحالم الواقعية، أو قد يُرينا الحُلم حقائق وأمور غير مفلترة.

دائمًا أحب أن اسأل نفسي إن تكرر معي نفس الحُلم: ما الذي يحاول أن ينقله لي عقلي الباطن؟ وما الذي ينبهني منه؟ ففي كثير من الأحيان ومع الإنشغال في الحياة اليومية يصبح الفرد لاهي، غير واعي بداخله و بمشاعره وأفكاره، فيأتي الحُلم أثناء نومه كصورة للحالة الداخلية له سواءً كتنبيه، أو كصورة لأمنية يريدها و شيء يطمح له، أو رغبة لم تُشبع و تحقق في حياته.

أحلام سعيدة!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s