لا أعرف كيف تمر على المرء أسابيع أو أشهر يعيش فيها حالة غريبة من الفراغ والصمت، أيام لا ميزة تُذكر فيها غير أنه لا شيء يحدث، ولا شيء يدغدغ روحك. تسأل: هل هذا فعلاً شكل الأيام، أم أنها انعكاس لما هو موجود بداخلي؟ تحتار في الجواب! و كل مرايا تقابلها في طريقك تصرخ في وجهك قائلة:
انتبه، أنت تتحول إلى جثة تمشي
انتبه، أنت تتحول إلى شجرة جافة
انتبه، أنت تتحول إلى لُغة منسية
انتبه، أنت تتحول إلى ألبوم صور قديم مخبأ داخل كرتون أسفل السرير
ثم فجأة في بداية يوم جديد تظن أنه يشبه الأيام التي لا يحدث فيها شيء، يحدث شيء.
يرسل لك صديق قصيدة تدغدغ كلماتها روحك، يصف فيها الشاعر أحوالك الغريبة وكأنه سمع شكواك التي لم تبُح بها لأحد حتى نفسك، فيسيل الدمع من عينيك سيلاً يجرف معه الأغبرة والشباك العنكبوتية التي تحوط روحك.